اغتيال الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله: تهديدات إسرائيلية وتصاعد التوتر
تصاعدت حدة التوتر بين إسرائيل وحزب الله عقب تعيين الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا جديدًا للحزب بعد مقتل حسن نصر الله في غارة إسرائيلية. إذ جاء تعيين قاسم في ظل ظروف صعبة يعاني فيها الحزب من تصاعد الهجمات الإسرائيلية وعمليات الاغتيال المتواصلة التي استهدفت عددًا من قياداته.
اغتيال الشيخ نعيم قاسم
في خطوة لافتة، نشر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تصريحًا مقتضبًا عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أشار فيه إلى أن “التعيين مؤقت.. ولن يستمر طويلاً”، مما أثار تكهنات حول استعداد إسرائيل لاستهداف الشيخ قاسم في عملية اغتيال جديدة. وتأتي هذه التهديدات بعد أقل من شهر على مقتل حسن نصر الله الأمين العام السابق لحزب الله، ما يعكس إصرار إسرائيل على مواصلة عملياتها ضد قيادات الحزب.
Temporary appointment.
Not for long. pic.twitter.com/ONu0GveApi— יואב גלנט – Yoav Gallant (@yoavgallant) October 29, 2024
شهدت الفترة الأخيرة سلسلة من عمليات الاغتيال التي استهدفت قيادات عليا في حزب الله، بما في ذلك رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين الذي قتل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 8 أكتوبر. كان صفي الدين يعتبر المرشح الأقوى لتولي منصب الأمين العام بعد نصر الله، إلا أن مقتل القادة الرئيسيين دفع الحزب لاختيار قاسم لتولي المسؤولية.
خطابات نعيم قاسم والتأكيد على استمرار المعركة
منذ اغتيال حسن نصر الله، ظهر نعيم قاسم في ثلاث خطابات متلفزة، كان آخرها في 15 أكتوبر، حيث أكد خلالها أن «الحلّ يكمن في وقف إطلاق النار»، مشددًا على أن حزب الله سيواصل معركته ولن يخشى الاغتيال. وأكد قاسم أن هيكلية الحزب لن تتأثر باغتيالات إسرائيلية، حيث يتم تعيين قائد جديد فور مقتل أي مسؤول في الحزب، وأشار إلى أنه لن يتم السماح لإسرائيل بتقويض قوة الحزب وأن التصعيد الإسرائيلي يتواصل بتهديدات باغتيال نعيم قاسم بعد اغتيال نصر الله.
الدور العسكري لنعيم قاسم والتصعيد المستمر
كان الشيخ نعيم قاسم يشغل منصب نائب الأمين العام في حزب الله قبل أن يتم تعيينه أمينًا عامًا جديدًا للحزب. ورغم أن قاسم لم يكن الخيار الأول، إلا أن قدراته العسكرية والسياسية جعلته الخيار الأنسب في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل. ويُعتبر قاسم أكثر صرامة في توجهاته تجاه إسرائيل، وفقًا لآراء العديد من الساسة والمحللين.
التصعيد الإسرائيلي في لبنان والعمليات الجوية المكثفة
عقب التوترات الحدودية التي استمرت قرابة العام بين حزب الله وإسرائيل، كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على لبنان منذ 23 سبتمبر، مستهدفة مواقع متفرقة، إلى جانب عمليات توغل بري محدودة. وتهدف إسرائيل من هذه العمليات إلى تأمين حدودها الشمالية وإعادة عشرات الآلاف من المواطنين الذين نزحوا عن مناطقهم.
وأكدت إسرائيل أن هذه العمليات لن تتوقف حتى تحقيق هدفها بإعادة الاستقرار إلى المناطق الحدودية وضمان عدم قدرة حزب الله على شن هجمات متواصلة عبر الحدود.
مستقبل حزب الله في ظل قيادة نعيم قاسم
يواجه حزب الله تحديات كبيرة في ظل استمرار الضغوط الإسرائيلية المتزايدة، حيث يُتوقع أن تزيد عمليات الاغتيال والتصعيد العسكري من التوتر على الساحة اللبنانية. يُعد تعيين قاسم دليلاً على استمرار الحزب في مواجهته لإسرائيل، كما يشير إلى أن الحزب مستعد للرد على أي تهديدات جديدة.
يظل الوضع في لبنان متأزمًا، إذ تترقب الأوساط الإقليمية والدولية كيفية تطور الأحداث في ظل استمرار الصراع، ومدى تأثير هذه الأحداث على الاستقرار الإقليمي.