صحة و جمال

الأجهزة الإلكترونية وتأثيرها على الأطفال: التوحد وتأخر النطق

تشير الدراسات والتقارير الطبية الحديثة إلى أن الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية قد يكون له تأثيرات سلبية على صحة الأطفال ونموهم العقلي والاجتماعي. في هذا السياق، حذر الدكتور حسين الشمراني، استشاري طب نمو وسلوك الأطفال في مستشفى اليمامة، من أن الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة يمكن أن يؤدي إلى عزلة وانطوائية الطفل، مما يظهر سمات مشابهة لأعراض التوحد. كما أشار إلى أن هذه الأجهزة قد تتسبب في تأخر النطق وصعوبة الكلام لدى العديد من الأطفال.

أهمية التفاعل الطبيعي في تطوير مهارات الطفل

وأوضح الدكتور الشمراني أن تفاعل الطفل مع بيئته الطبيعية وأفراد الأسرة يلعب دورًا حاسمًا في تطوير مهاراته الاجتماعية واللغوية. عندما يجلس الطفل لفترات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية دون تفاعل مع الآخرين، يفقد الفرصة لتطوير قدراته على التواصل والكلام. هذا الانعزال قد يؤدي إلى ظهور سمات تشبه التوحد، مثل صعوبة التواصل وعدم القدرة على تكوين صداقات عندما يلتحق بالمدرسة.

وأضاف الدكتور أن التأخر في النطق هو أحد النتائج الشائعة للاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية، حيث يصل بعض الأطفال إلى سن الرابعة دون القدرة على الكلام بشكل طبيعي، أو يقتصر كلامهم على كلمات محدودة.

التوصيات الطبية: الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية

وأشار الدكتور الشمراني إلى توصيات الجمعية الأمريكية لطب الأطفال، التي تنصح بعدم تعريض الأطفال دون سن الثانية لأي أجهزة إلكترونية، سواء كان ذلك تلفزيونًا أو هواتف ذكية. وأكد أن هذه الأجهزة تحرم الأطفال من فرصة تعلم الكلام وتطوير مهارات التواصل في بيئة طبيعية مع الأسرة، وهي مهارات حيوية يجب اكتسابها خلال أول سنتين من عمر الطفل.

الاستخدام المعتدل للأجهزة الإلكترونية

بالرغم من المخاطر المحتملة، يرى الدكتور الشمراني أن السماح للأطفال باستخدام الأجهزة الإلكترونية بعد سن الثانية قد يكون مقبولًا إذا كان الاستخدام محدودًا ولا يتجاوز ساعة يوميًا، ويجب أن يكون هذا الاستخدام موجهًا لأغراض تعليمية. وأكد على أهمية التوعية بخطر الإفراط في استخدام هذه الأجهزة، مع ضرورة تقنين وقت استخدامها للحد من تأثيراتها السلبية على نمو الأطفال.

خلاصة: إن تأثير الأجهزة الإلكترونية على الأطفال يتطلب انتباهًا خاصًا من الأهل، حيث أن الإفراط في استخدامها يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية ونفسية خطيرة، بما في ذلك تأخر النطق وظهور سمات تشبه التوحد. لذلك، من الضروري التوازن بين الفوائد التعليمية لهذه الأجهزة والحد من تأثيراتها السلبية من خلال تقنين استخدامها ومراقبة الوقت الذي يقضيه الأطفال أمامها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى