كهف “العقرب الأسود” وجهة سياحية للمغامرات في منطقة الحدود الشمالية

يعتبر كهف “العقرب الأسود” من الوجهات السياحية الفريدة التي تستقطب عشاق المغامرات في منطقة الحدود الشمالية بالمملكة العربية السعودية. بعمق يتجاوز 500 متر تحت سطح الأرض، يتميز هذا الكهف بتكوينات جيولوجية رائعة تضم ثلاث ممرات رئيسية تختلف في مساحتها وارتفاعها، مما يوفر تجربة استكشافية مثيرة لمحبي المغامرات.

عمق الكهف وتنوع ممراته

يبلغ عمق الكهف المكتشف أكثر من 500 متر تحت سطح الأرض، ويتكون من ثلاثة ممرات رئيسية تتميز بتباين المساحات والارتفاعات. هذه التكوينات الفريدة تتيح للزوار الاستمتاع بالمشي وقوفاً في بعض الأجزاء، بينما يتفرع الكهف إلى عدة خنادق في اتجاهات مختلفة، مما يعزز من تجربة الاستكشاف والتشويق.

بيئة الحياة البرية في الكهف

يعد كهف “العقرب الأسود” موطناً للعديد من الحيوانات البرية مثل الذئاب والضباع والثعالب. تقع المنطقة على بعد 160 كيلومتراً غرب محافظة رفحاء، بالقرب من قرية الهبكة. وقد سجل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية العثور على جثث عدد من الفهود الصيادة في المنطقة قبل عامين، مما يبرز أهمية الكهف كمورد طبيعي غني بالحياة البرية.

اكتشافات فلكية وتاريخية

كشف برجس الفليح، عضو جمعية آفاق لعلوم الفلك والمهتم بالكهوف والآثار، عن اكتشاف 542 كهفاً ودحلاً في منطقة الحدود الشمالية، والتي أطلق عليها اسم “العقرب الأسود” بسبب شكلها الذي يشبه العقرب السوداء عند رؤية الضوء القمري المكتمل. يُعرف هذا الاكتشاف بظاهرة “الزمكان”، حيث يظهر الكهف بشكل مميز عند أول ظهور للقمر المكتمل.

جذب السياحة البيئية والجيولوجية

تعتبر كهوف منطقة “الهبكة”، بما في ذلك “الهبكة”، و”الركعا”، و”الروض”، و”لوقه”، من الوجهات المثالية لمحبي سياحة الكهوف والمغامرات. توفر هذه الكهوف فرصة نادرة للتعرف على تكويناتها الجيولوجية التي تعود لآلاف السنين، بالإضافة إلى المنشآت الصخرية التي تم تشكيلها بشكل هندسي متقن.

التضاريس وتنوع المظاهر الطبيعية

تتميز قرية “الهبكة” بتنوع مظاهرها التضاريسية، حيث تضم سهولاً وهضاباً ومرتفعات وأودية وشعاب. كانت هذه المنطقة، قديماً، من أهم منابع المياه للبادية، مما يضفي على زيارة الكهف طابعاً تاريخياً وثقافياً غنياً.

جدير بالذكر أن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية كان قد أعلن سابقاً عن اكتشاف جثث 17 فهداً صياداً في أحد كهوف “الهبكة” غرب محافظة رفحاء، ومن بينها مومياوات احتفظت بجميع تفاصيلها، حيث انقرضت هذه الفهود منذ أكثر من 50 عاماً.