إساءة مشعل النامي لنساء غزة تثير موجة استنكار وتدفع لاتخاذ إجراءات قانونية
أثارت تصريحات الإعلامي الكويتي مشعل النامي حول نساء قطاع غزة استياءً واسعًا في الأوساط الكويتية والعربية، حيث وصفهن بألفاظ مسيئة عبر مقطع فيديو زعم فيه أن النساء في غزة يلجأن لأفعال لا أخلاقية من أجل لقمة العيش. وقد أشار النامي إلى أن هذه التصريحات منقولة عن أحد الناشطين الذين زاروا القطاع مؤخرًا، وهو ما نفاه أكثر من 27 شخصية كويتية من أطباء وناشطين زاروا غزة مؤخرًا.
بيان مشترك من الأطباء والناشطين
أصدر عدد من الشخصيات الكويتية بيانًا مشتركًا يرفضون فيه تصريحات النامي، مؤكدين أنهم شهدوا بأنفسهم كرم وأخلاق نساء غزة، واصفين إياهن بالطاهرات الشريفات الصابرات. جاء في البيان: “شهدنا مدى مكارم أخلاق أهل غزة من الرجال والنساء، ووقفنا على عفة ووقار المرأة الغزاوية التي تُمثّل نموذجًا للمقاومة والكرامة”.
إجراءات قانونية ضد النامي
على إثر هذا الجدل، أعلن حزب المحافظين المدني أن نائب رئيس الحزب أحمد الحمادي قدم بلاغًا رسميًا إلى النائب العام في الكويت يتهم فيه مشعل النامي بالإساءة والتعدي على سمعة نساء غزة، مضيفًا أن هذه الخطوة تأتي دعمًا لأهالي غزة. كما تقدم الكاتب حامد بو يابس بشكوى قانونية أيضًا، مؤكدًا أن النامي وقع في فعل مُشين وطعن في سمعة نساء فلسطين من دون أسانيد، وطالب بتطبيق قانون الجرائم الإلكترونية بحقه.
استنكار واسع من المجتمع الكويتي والعربي
أثارت تصريحات النامي موجة غضب بين الإعلاميين والأكاديميين والشعراء والشخصيات العامة، حيث كتبت الشاعرة سعاد محمد الصباح على منصة إكس قائلةً:
“سلام عليكن.. يا سيدات الندى والسماح
سلام على الشجن المقدسي
وستر العباءات عند الصباح..”.
من جانبه، أبدى اللاعب الكويتي خلف عويد استياءه قائلاً: “لم نشاهد نساء غزة إلا مجاهدات صابرات محتسبات”، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات لن تؤثر في مكانة نساء غزة التي تمثل الشرف والكرامة.
دعم من شخصيات عربية بارزة
أعرب الإعلامي السعودي داوود الشريان عن استنكاره الشديد لإساءة النامي، حيث خاطب النامي قائلاً: “اتق الله يا رجل، ما قلته فجر في الخصومة وتأباه المروءة”، معبرًا عن استيائه الشديد من استخدام الطعن في الأعراض كوسيلة للإساءة.
المخاطر القانونية لتصريحات النامي
تتوقع بعض المصادر القانونية أن يواجه النامي اتهامات بتشويه سمعة الغير، وهو ما يعاقب عليه القانون الكويتي. تأتي هذه القضية كدرسٍ حول المخاطر القانونية والأخلاقية للإدلاء بتصريحات مسيئة وغير مدعومة بأدلة، خصوصًا تجاه قضايا ذات حساسية إنسانية ودينية.
من هو مشعل النامي؟
يُعد مشعل النامي أحد الأسماء البارزة في الساحة الإعلامية الكويتية، حيث عرف بآرائه الحادة وتصريحاته المثيرة للجدل. وُلد النامي في الكويت في السبعينيات، وبدأ مسيرته ككاتب في الصحف الكويتية، ثم اتجه لاحقًا إلى وسائل التواصل الاجتماعي حيث اشتهر بمواقفه وتصريحاته عن القضايا المحلية والإقليمية. يتابعه آلاف الكويتيين والعرب على منصة X (تويتر سابقًا)، حيث يعبر عن وجهات نظر سياسية واجتماعية تتسم أحيانًا بالحدة والجسارة، مما يجعله محط اهتمام وتفاعل واسع.
نشأ النامي في بيئة ثقافية ودينية ساهمت في تشكيل رؤيته الفكرية، لكن أسلوبه الانتقادي المباشر جعله عرضة للانتقاد بسبب مواقفه المثيرة، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الحساسة. يُعرف عنه تعليقه على قضايا تخص الشأن الكويتي والقضايا العربية، ولكن تصريحاته حول نساء غزة شكلت نقطة تحول كبيرة وأثارت ضده موجة واسعة من الاستياء.
حياة مشعل النامي المهنية وتأثيره الإعلامي
بدأ مشعل النامي مشواره المهني ككاتب في عدة صحف كويتية مثل جريدة البلاد والسياسة، وسرعان ما تحول إلى شخصية مؤثرة في الوسط الإعلامي الكويتي. يُعرف النامي بأسلوبه الحاد وانتقاداته الصريحة للقضايا السياسية والاجتماعية في الكويت والمنطقة العربية. يسعى من خلال نشاطه إلى تسليط الضوء على قضايا يعتبرها “مصيرية” للوطن العربي، مستخدمًا أسلوبًا يجذب متابعين من مختلف الخلفيات.
لكن مع هذه الشهرة، أصبحت تصريحاته مصدر جدل كبير، حيث يعتبره البعض صوتًا جريئًا في وجه الفساد والخطأ، بينما يراه آخرون مثيرًا للجدل، خاصةً بعد تصريحاته الأخيرة التي أثارت الغضب لدى المتابعين بسبب إساءته لنساء غزة.
مواقف مثيرة للجدل سابقة لمشعل النامي
يعتبر هذا الموقف الأخير للنامي امتدادًا لسلسلة من التصريحات المثيرة التي أصدرها خلال مسيرته الإعلامية. حيث سبق له أن أثار الجدل في عدة مناسبات بآرائه عن بعض القضايا المحلية والإقليمية، منها تصريحاته المتعلقة بالقضايا الدينية والاجتماعية التي اعتبرها البعض متجاوزة، بينما يرى مؤيدوه أنها تعبير عن رأي حر وشجاع.
ردود فعل المجتمع تجاه تصريحات النامي
بعد انتشار تصريحاته عن نساء غزة، لاقت تصريحات النامي رفضًا واسعًا من المجتمع الكويتي والخليجي، حيث انهالت الانتقادات من مختلف شرائح المجتمع، بما في ذلك الإعلاميين والكتاب والمفكرين والدعاة. واعتبر الكثير من هؤلاء التصريحات إساءة لا تغتفر للمرأة الفلسطينية التي تعتبر رمزًا للنضال والصمود.
خاتمة
تؤكد هذه الحادثة أن المجتمع العربي عمومًا والكويتي خصوصًا يقف بقوة ضد الإساءة لنساء غزة وأهاليها، الذين يعانون من ظروف صعبة تحت الحصار. يشير التضامن الواسع مع القضية إلى استمرارية دعم الفلسطينيين في نضالهم وصمودهم، وأن المحاولات للتشكيك في كرامة شعبهم لا تلقى قبولًا في المجتمع العربي.